الصفحة الرئيسية
>
قــصـــة
إن أجري إلا على الله
دخل عطاء بن أبي رباح على هشام، فرحب به وقال: ما حاجتك أبا محمد؟ وكان عنده أشراف الناس يتحدثون، فسكتوا، فذكَّـره عطاء بأرزاق أهل الحرمين وعطياتهم.
فقال: نعـم، يا غلام اكتب لأهل المدينة وأهل مكة بعطاء أرزاقهم.
ثم قال: يا أبا محمد هل من حاجة غيرها.
فقال: نعم: فذكَّره بأهل الحجاز، وأهل نجد، وأهل الثغور، ففعل مثل ذلك.
حتى ذكره بأهل الذمة أن لا يُكلفوا ما لا يطيقون، فأجابه إلى ذلك.
ثم قال له في آخر ذلك: هل من حاجة غيرها؟
قال: نعم يا أمير المؤمنين، اتق الله في نفسك، فإنك خُلِقت وحدك، وتموت وحدك، وتحشر وحدك، وتُحاسب وحدك، لا والله ما معك ممن ترى أحد.
قال: فأكب هشام يبكي.
وقام عطاء: فلما كان عند الباب إذا رجل قد تبعه بكيس ما ندري ما فيه، أدراهم أم دنانير؟
وقال: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بهذا.
فقال: ما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على رب العالمين، ثم خرج.
ولا والله ما شرب عندهم حسوة ماء فما فوقها.
المزيد |